عقاب فوري يبدأ بالمسؤولين !!
تحدثت في مقالين سابقين عن ظاهرة انتشار محللي كرة القدم سواء من اللاعبين القدامى او من غير اللاعبين في القنوات التليفزيونية دون تأهيل كافي لمهنة الاعلام، وبالتالي هبط بشدة مستوى الحوار الإعلامي بشكل انعكس سلبيا على المجتمع ككل، وأصبح الشارع يتحدث بنفس لغة الحوار الهابطة التي يشاهدونها تبث عبر الشاشات في التليفزيون.
ولاحظت بعد المقالين الكثير من التعليقات السلبية والتي تقول انني احرث في البحر وانه لا أمل في الإصلاح وهو الأمر الذي يتنافى مع الهدف الأسمى للإعلام وهو إبراز المشاكل وإيجاد الحلول لها.
واحب هنا ان أشير اولا إلى سلبية القائمين على إدارة تلك القنوات لأنهم السبب الأول فيما وصل اليه الحال في البرامج والتوك شو من تدني للغة الحوار.
واذكر هنا ما تعرضت له شخصيا منذ سنوات عندما طلبت مني إحدى القنوات تقديم برنامج رياضي توك شو ووافقت اولا على الفكرة ووضعت التصور الكامل لفقرات البرنامج ولكن عند اللقاء بالمسؤولين طلبوا مني طلبا اساسيا لبدء الحلقات وهو تناول المواضيع المثيرة وان تكون هناك فقرة ثابتة يتم فيها الهجوم على بعض الأشخاص لإحداث حالة من التفاعلات في الشارع وعلى السوشيال ميديا. كانت تلك هي اخر مقابلة لي بهؤلاء الأشخاص لأنني رفضت هذا الأسلوب الذي يجري الآن يوميا في كل القنوات التي أطلقت عليها "تحت السلم".
النموذج الذي اذكره دائما هو ما كان يجري في قناة الزمالك في أسوأ عصور الاعلام الرياضي عندما كان شخص واحد يقود اعلاما من نوع فريد وهو اختيار شخصية كل يوم لتكون بطل الحلقة وهذا البطل يكون على المسرح طوال الحلقة لينهال عليه بكل الوان السباب وهتك الأعراض ويساعده على حبك القصة مجموعة من هزازي الرؤوس لا يعترضون ابدا وإنما يهزون الرؤوس فقط بالموافقة، بل ويختلقون القصص والحكايات من وحي الخيال ارضاء لصاحب العزبة وحتى يضمن البقاء والحصول على المعلوم.
وقد قال لي بعض الأصدقاء المقربين كيف يتم اختيار تلك الشخصيات والتجهيز المسبق للسيناريو.
هكذا كانت تدار الأمور، وقد شاهدت كيف قام هؤلاء الهزازين بالاعتذار لكل من قاموا بسبه بعد رحيل صاحب العزبة وقد كان كاتب هذه السطور أحد من تقدموا له بالاعتذار.
المهم ان ما حدث شجع اكثر المسؤولين في قنوات تحت السلم على انتهاج نفس الاسلوب من أجل المشاهدات غير عابئين بالتوابع المجتمعية.
لذلك قرروا الاستعانة بمجموعة من اللاعبين المعتزلين يتسمون بالجهل التام علميا واعلاميا، وبعضهم لم يحصل حتى على الشهادة الاعدادية حتى يسهل الوصول للتريند عن طريق السوشيال ميديا.
ما هي الحلول؟؟.. بالتأكيد أرى المشكلة من جذورها تكمن في هؤلاء المسؤولين في القنوات لأنهم من اختاروا هذا المسار من أجل المشاهدات حتى ولو على حساب الثوابت المجتمعية وعاداتنا وتقاليدنا واخلاقياتنا.
يجب أن توضع لوائح صارمة من جهة تتحكم في الاعلام تعاقب رؤساء هذه القنوات اذا استعانوا بهذه الشخصيات الهابطة من اللاعبين او المذيعين، ولكن بشرط أن تكون بعيدة عن كل الهيئات الحالية التي اثبتت فشلا ذريعا طوال السنوات الماضية.