لا زلت أواصل حملة "لاعبون جهلة وقنوات تحت السلم" وهو الحال الذي وصل إليه الإعلام الرياضي في مصر الآن بخليط من الجهل الذي ينتهجه اللاعبون القدامى والذين تحولوا فجأة من الملاعب إلى الأستوديوهات دون أي تدريب عملي على كيفية مواجهة المشاهدين عبر الشاشات، والإسفاف في الحوار بشكل متعمد لزيادة المشاهدات بعد أن هبط الذوق العام منذ سنوات إنتشر فيها الإبتذال بشكل مقيت، فأصبحت اللغة الرائجة عبر القنوات الهابطة هي الإبتذال ونشر التعصب والكراهية في الوسط الرياضي.
وكما قلت في حلقات سابقة فإن الأولية "لقنوات تحت السلم" هي الإثارة وبث الفتنة وبالتالي فإنها تضمن بذلك زيادة المشاهدات والمتابعات على السوشيال ميديا.
وأتناول اليوم قضية الجهل التي يعاني منها أغلب هؤلاء اللاعبين القدامي الذين سقطوا على الأستديوهات فجأة ودون أي تدريب على لقاء الجماهير، وبالتالي تقع جماهير المشاهدين في فخ الإستجابة لما يدعوه من كذب وضلال وما ينشروه من الفتنة.
وفي الأسابيع الماضية إنتشرت حالة الفوضى في كل القنوات تحت السلم لإستغلال ما يعيشه الوسط الرياضي من تخبط ونشر المزيد من التعصب تحت أي مسمى، وبالتالي يتم التقليل من أي إنجاز أو تشويهه، وأيضا تحويل مسار أي حدث إلى التعصب المقيت كما يحدث الآن في أزمة التحكيم والتي تتناولها القنوات الهابطة ليس من أجل إصلاح المنظومة الفاشلة، وإنما لتحويل مسار أي قضية إلى صراع بين الأهلي والزمالك.
وأذكر هنا مثالين للجهل الشديد الذي نعيشه في الأعلام الحالي بسبب هؤلاء اللاعبين القدامى الذين هبطوا بالباراشوت على القنوات ويتناولان الأحداث المحيطة بالكرة حاليا وهما فوز الأهلي مؤخرا ببطولة القارات الثلاثة أفريقيا وآسيا والأوقيانوس، وأزمة التحكيم التي تعيشها الكرة المصرية حاليا.
في قضية فوز الأهلي ببطولة القارات الثلاث نشر المتعصبون كل ما يستطيعون من أكاذيب للتقليل من فوز الأهلي بالكأس التي كانت الأولى والتي يحصل عليها فريق من خارج قاراتي أوروبا وأمريكا الجنوبية بإسم الفيفا.
وأستغل هؤلاء جهلهم لمحاولة إقناع الناس بأن الفيفا لم يقدم الكأس التي حصل عليها الأهلي ، وإن تلك الكأس إشتراها الأهلي من العتبة لمنحها للفريق وأن الفيفا لم يقدمها، بل ونقلوا الكلام على لسان هاني أبو ريدة أنه لم يكن يعلم شيئا عن تلك الكأس.
ولو كلف أي شخص من هؤلاء الجهلة نفسه بالدخول على الموقع الرسمي للفيفا، سيتعرف على نظام مسابقة الأنتركونتننتال والكؤوس الثلاثة وهي كأس القارات الثلاث، وكأس الأمريكتين والتي ستجمع بين بطلي أمريكا الشمالية والجنوبية، ثم كأس التحدي والتي يلعب فيها الأهلي مع الفائز من الأمريكتين، قبل أن تختتم البطولة بكأس أنتركونتننتال للفائز من التحدي أمام ريال مدريد. وكان هذا الجهل هو مثار الحديث في الشاشات الهابطة على مدى الأسابيع الماضية.
أما القضية الثانية فهي أزمة التحكيم والتي يفترض أن يقف الجميع صفا واحدا لحلها بعد أن أصبحت صداعا دائما في رأس الكرة المصرية وتهدد مسيرتها، ولكن كالعادة وقف المتعصبون في القنوات يحللون القرارات الفنية ليس من أجل الإصلاح وإنما من وجهة نظر متعصبة تخدم فرقهم فقط دون أي سند فني ومن أشخاص لم يقرأوا قانون كرة القدم أو بروتوكول الفار، ويخرجون ويهللون من أجل وجهة نظرهم فقط وإعتبار أنهم الجانب المظلوم.
متى نتخلص من هذه الوجوه التي تعبث بالوسط الرياضي وتؤثر على الشارع دون أي رادع.. بالتأكيد كررت مرارا الحلول في الحلقات السابقة، ولكن هل من مجيب؟؟!!