وضع منتخب مصر قدما و4 أصابع من الخمسة للقدم الأخرى في كأس العالم القادمة 2026 بعد التعادل مع بوركينا فاسو في عقر دارها وأصبح على بعد نقطة واحدة من بلوغ المونديال في المباراتين القادمتين أمام جيبوتي ثم غينيا بيساو في الجولتين الأخيرتين في أكتوبر القادم ولكن!!
الجماهير غير راضية على الأداء الذي كان به العديد من نواحي القصور، وتلك الجماهير ترى أن المنتخب بهذا المستوى الفني لن يستطيع أن يكون منافسا بقوة على كأس الأمم الأفريقية القادمة في المغرب والتي تعتبرها الجماهير المحك الحقيقي لمستوى المنتخب أسوة بما حدث مع المدير الفني السابق البرتغالي روي فيتوريا الذي حقق نتائج طيبة جدا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية الماضية في كوت ديفوار ولكن حين جاء موعد كأس الأمم خرج المنتخب من دور الـ 16 في كوت ديفوار وغادر البطولة دون أن يحقق أي إنتصار.
والحقيقة أن الجماهير محقة في قلقها على المنتخب وهي ترى مستوى أداء بعيد تماما عن متعة كرة القدم الحقيقية، ولكن علينا هنا أن ندرك أن المقارنة بين النتائج والأداء هي حالة مزمنة لأي فريق في العالم. ودائما يختلط الأمر عن أيهما الأفضل.
كثيرا ما كان المنتخب يؤدي أداء منقطع النظير في تصفيات المونديال وفي النهاية لا يصل مثلما حدث مع الجوهري في تصفيات مونديال 1994 و2002 بعد نجاحه في التأهل لكأس العالم 1990 بعروض فنية الأقل.
والأمر تكرر في حقبة ذهبية للمنتخب تحت قيادة حسن شحاته .. فقد أبهر منتخبنا لعالم بالكرة الجميلة وإكتسح كأس الأمم لثلاث دورات متتالية ولكن في هذا الوقت لم ينجح في بلوغ كأس العالم,
وعلى العكس نسح المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر في بلوغ كأس العالم 2018 بعد غياب 28 عاما كاملة رغم أنه لم يقدم كرة جميلة بالمرة.
أداء المنتخب أمام بوركينا كان أداء تكتيكيا بحتا خالي من أي دسم كروي رغم أن النتيجة جاءت لصالح المنتخب في عقر دار المنافس وفي مباراة تقام لأول مرة في ملعبه منذ 4 سنوات متتالية، ولكن الحقيقة ان المنتخب لم يقدم أي وجه حقيقي للكرة المصرية، وظهر بلا شكل وشخصية طوال المباراة رغم أنه على المستوى الجماعي قدم المطلوب وتعادل أمام منتخب قوي في ملعبه.
من الآن يجب علينا ان نهتم في المقام الأول بالنتائج أيا كان الأداء لأن ما يبقى هو الإنجاز وبعد الإنجاز لن يتذكر أحد مستوى الأداء، والعكس صحيح لأن المنتخب الذي يقدم عروض مبهرة دون نتائج لن يذكره التاريخ الذي يسجل الأبطال.
النقطة الهامة هنا هي شعور حسام حسن وجهازه بعدم الأمان مع إتحاد الكرة وهو الأمر الذي جعله يشعر بأنه على كف عفريت في كل مباراة وهو شعور غير جيد لأي جهاز فني ويجعله دائما متردد في إتخذ القرار مثلما حدث في رفض حسام اللعب مع البرازيل وديا رغم أنها مباراة يتمناها أي مدرب في العالم، لشعوره بأن هذه المباراة قد يكون سببا في الإطاحة به.
على إتحاد الكرة ألا يظهر أي رد فعل لنتائج مباراة بعد مباراة وإنتظار لتقييم التجربة كاملة دون ضغوط بعد إنتهاء أهم مرحلة وهي كأس الأمم الأفريقية في المغرب لأنها فعليا المحك الحقيقي للمنتخب على المستوى القاري وبعدها يكون التقييم التالي في كأس العالم بأمريكا بمشيئة الله عنما نواجه منتخبات عالمية.
وعلى مستوى الجماهير أيضا غليها أن تصبر لنهاية المرحلة وألا تقوم بوضع ضغوط أخرى على المنتخب مثلما يحدث من إتحاد الكرة !!
Adwar10@hotmail.com