بكل صراحة أنا مستاء من تعامل الإعلام مع منتخب مصر في الفترة الأخيرة وتصوير كل شيء يحدث على أنه سلبي بغض النظر عن وضعية المنتخب وطريقة أدائه ومستوى لاعبيه جماعيا وفرديا، وبشكل يهدد المسيرة.
فليس من المعقول أن يحقق المنتخب إنتصارا عريضا على منتخب الرأس الأخضر الذي كان في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة الحصان الأسود للبطولة ، بثلاثية نظيفة وفي النهاية لا تجد إلا تربص فقط من السوشيال ميديا ومحاولة لإصطياد الأخطاء، دون البحث عن أي إيجابيات.
ومن يريد ان يقيم منتخب مصر عليه أن يشاهد المباريات التي خاضتها كل المنتخبات الكبرى أو المصنفة في الجولة الأولى من تصفيات كأس الأمم، ولن أعلق هنا على النتائج وإنما مستوى الأداء لهذه الفرق ونضرب مثالا بتونس التي لعبت مباراة متواضعة على ملعبها في رادس أمام مدغشقر وظهر كل لاعبي تونس الكبار مثل العابدي وميرياح والطالبي وكشريدة وبن رمضان وغيرهم بمستوى متواضع للغاية ولم تفر تونس إلا بهدف قاتل لفرجاني ساسي في الدقيقة 98 من المباراة رغم أن الحكم إحتسب 5 دقائق فقط وقت بدل ضائع.
والسنغال تقدمت بهدف لساديو مانيه حتى تعادل اويتي بودا لبوركينا في الوقت بدل الضائع وقدم المنتخب السنغالي صاحب الأرض أداء متواضع للغاية بكامل نجومه
والجزائر ايضا قدمت عرضا ضعيفا أمام غينيا الإستوائية وتقدمت بهدف قبيل النهاية وكادت غينيا أن تتعادل أكثر من مرة قبل أن تضيف الجزائر الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع.
وكانت غانا أكبر الخاسرين في الجولة الأولى بهزيمتها أمام أنجولا على ملعبها وبكامل نجومها أمثال محمد قدوس وجوردان أيو وتوماس بارتي وسيمينيو وغيرهم في الوقت بدل الضائع.
وأعود إلى منتخب مصر بقيادة حسام حسن وكلامي هنا ليس دفاعا عنه، وإنما تحليل موضوعي للأحدث وأولها أن منتخب مصر يمر بظروف خاصة دون باقي منتخبات القارة وهي أن كل اللاعبين المحليين بعيدا عن سباعي المحترفين خاضوا موسما طويلا ومرهقا، ثم بدأوا الإعداد للموسم الجديد دون راحة، وبالتالي فأصعب شيء على المدير الفني التعامل مع خليط من المحترفين الذين خاضوا إعدادا طويلا وبين المحليين المصابون بالإجهاد.
وثانيا غاب عن المنتخب الثنائي إمام عاشور ومحمد عبد المنعم وكلاهما بلا بديل حقيقي في التشكيل ورغم إختلافي مع غياب الثاني لإحترافه في نيس الفرنسي، لإن المهمة القومية تجب أي شيء ورغم ذلك إستطاع الجهاز تعويضهما.
وثالثا قام حسام بتوظيف حمدي فتحي وهو في الأساس لاعب وسط كقلب دفاع وقام بواجبه بشكل طيب طوال المباراة وأفسد أكثر من 4 هجمات خطيرة للمنافس وأعتبره ثاني نجوم المباراة بعد مروان عطية.
ورابعا إستطاع حسام أن يكون توليفة هجومية في الوسط من لاعب واحد دفاعي وهو مروان عطية نجم المباراة ومعه ثنائي هجومي على الأطراف زيزو وتريزيجيه وسيطر بها على منطقة الوسط في الشوط الأول ونصف الشوط الثاني.
وخامسا نجح حسام في إجراء تغييرات مؤثرة بالدفع بالثنائي مصطفى فتحي وإبراهيم عادل وكلاهما كان له دور مؤثر وكذلك إشراك كوكا في مركز الظهير الأيسر ليقوم بنفس دور محمد حمدي.
وسادسا أن تشكيلة حسام تميزت بالمرونة التكتيكية وبخاصة الثنائي محمد صلاح وعمر مرموش في قيامهما بدور رأس الحربة بجانب قيامهما بدور الجناح وبالتالي قاما بهذا الدور بعد إصابة مصطفى محمد.
وسابعا حقق المنتخب أكبر إنتصار بين كل المنتخبات الأفريقية بفارق 3 أهداف بالتساوي مع المغرب.
وحتى لا نخرج من المقال بإيجابيات فقط، يجب كالمعتاد أن نذكر السلبيات وهي أقل كثيرا من الإيجابيات وأهمها ضرورة تنظيم أطراف الملعب بين الثلاثي حمدي وتريزيجيه ومرموش في اليسار وبين الثلاثي هاني وزيزو وصلاح في اليمين وأعني من يتحرك للأطراف ومن يتحول للداخل، بجانب السلبية الثانية وهي علاج التراجع البدني في نهاية المباراة!!!