ألعاب جماعية

كلام رياضي جدا..الأزمة كشفت الإنتماء والإعلام!!

كتب: د. طارق الأدور
الأحد, 16 مارس 2025 - 04:50 م
IMG
صورة موضوعية

على مدى سنوات كتبت كثيرا عن إصلاح الكرة المصرية وفي نفس هذا المكان أملا في تحسن المنظومة وتخليصها من كل عناصر الفساد وعدم الإنضباط ولكن دون جدوى.. قال لي الكثير من الأصدقاء "أنت تحرث في البحر" ولكن كان لدي إصرار على الإستمرار في الكثير من القضايا التي تعاني منها الكرة المصرية سواء أكانت الإدارية أو الفنية حتى الحملة التي قمت بها في الفترة الأخيرة عن طريق توجيه نصائح وصلت إلى الرقم 19 لإتحاد الكرة الحالي منذ توليه للمسؤولية بقيادة هاني أبو ريدة.

 والآن وقعت الفاس في الراس وتحولت الكرة المصرية إلى أضحوكة أمام الدول المحيطة لكل الدول المحيطة بسبب ضعف الإدارة وتضارب القرارات.

 الفترة الأخيرة لم تعد تشهد منافسة رياضية شريفة في الملاعب، في لعبة تستقطب الملايين وتحولت الرياضة إلى ساحة من العراك بالكلمة والصوت والصورة، وأصبح الشخص العادي للأسف تائها لا يعرف الصح من الغلط والطيب من الخبيث.

 للأسف تحولت الساحة إلى صراع بين الجميع المسؤولين والأندية والإتحاد والرابطة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة وللأسف كل جهة تدافع عن نفسها فقط وترمي بكرة اللهب إلى الآخرين.

 هذا الأمر أصبحنا نعيش فيه منذ سنوات ويتكرر ربما كل موسم دون أن نرى الآراء الحكيمة التي توقف تلك المآسي قبل ان تتطور ويصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه الآن  من أزمات بشكل مستمر.

 أما ما جعلني أشعر أكثر بالأسى فهو موقف الإعلاميين أصدقاء مهنتي والذي يدل أكثر على ما وصلنا له من حالة مذرية في هذا المجال الذي يفترض أن يقود المجتمع فكريا لكل الحقائق دون مواربة، ولكن للأسف تحول الإعلام إلى صراع أشد ضراوة من صراع الجماهير ، بل هو أشد فتنة وفتكا بكل التقاليد والأعراف.

 الكثير من الإعلاميين إلا القليل منهم الذي يحتفظ بتقاليد المهنة أصبح يتعامل مع القضية بدوافع إنتمائية فقط دون أي حقائق، وكل شخص ينظر الأمور فقط من وجهة نظر الإنتماء وليس من قبيل ضمير المهنة ، بل ولا يتحدث باللوائح والقوانين التي تحكم الرياضة في العالم الآن بينما عندنا لا تطبق وتسير على الأهواء فقط.

 وأعود لأقول هنا أن ظهور الإنتماء في مجال التحكيم والذي قضى على هيبة الحكام المصريين وتسبب فيما نحن فيه من أزمات إنتقل أيضا بكل قسوة إلى الإعلام الذي اصبح ينطق فقط بإنتماء صاحبه، بل ويزيد إلى إتهام المنافسين بأبشع التهم.

 الحالة الأخيرة التي وصلنا إليها تجعلني الآن راضيا عما كنت أقدمه من نصائح، وإن جعلتني محبطا الآن  لعدم وجود أي أمل للإصلاح في الرياضة.


الأكثر قراءه

إعلانات

shadow

أحدث الاخبار