جسدت خسارة بيراميدز لمباراتين متتاليتين في الدوري الإستثنائي أمام فاركو والبنك الأهلي وفقدانه لست نقاط أعادت الأهلي للقمة لأول مرة، طبيعة كرة القدم التي تصب دائما لصالح الفرق التي تتحمل الضغوط في الفترات الأخيرة من الموسم وخبراتها في التعامل في الوقت الحاسم، وهو الأمر الذي فشل فيه الفريق للموسم الماضي بعد أن كان متصدرا للدوري بفارق كبير من النقاط ثم سقط في الوقت الحاسم بخسارتين أمام خبرات لاعبي الأهلي في التعامل مع ضغوطات النهايات.
وها هو الأمر يتكرر للموسم الثاني على التوالي بتراجع بيراميدز بعد أن كان متقدما بفارق 4 نقاط مستغلا قرارا غير مدروس من الإدارة بالإنسحاب من مباراة الزمالك والذي لولاه لكان الأهلي على القمة منذ فترة.
وفي البداية يجب هنا أن نشيد بتجربة بيراميدز بشكل عام في الكرة المصرية لولا عنصرين هامين الأول أن هذا الفريق غير جماهيري في وقت أصبحت كل الأندية الجماهيرية في مهب الريح وأصبحنا نفقد سنويا فريقا جماهيريا حتى أصبح عددها 5 فقط ومهددة أيضا بالإنقراض إذا فقدنا فريقا عريقا هذا العام مثل الإسماعيلي المهدد.
أما العنصر الثاني وهو الأهم فيرجع ألى حالة المكايدة التي أنشيء على أساسها هذا الفريق ولم يتحلى المسؤولون عن الفريق بالذكاء في التعامل مع الإعلام والجماهير من أجل إستقطاب التعاطف مثلما فعل المقاولون العرب في الثمانينات عندما نافس الأهلي والزمالك وحصل على الدوري والكأس وبطولة أفريقيا، دون أن يحدث فجوة مع جماهير الأهلي والزمالك لذلك حظي الفريق بتعاطف كبير من الجماهير المصرية عندما تأهل لنهائي كأس الكؤوس عام 1982 وناصره في القاهرة أكثر من 60 ألف متفرج بإستاد القاهرة في النهائي، وهو الأمر الذي قد لا يحظى به بيراميدز عندما يخوض نهائي دوري أبطال أفريقيا خلال أيام أمام صنداونز الجنوب أفريقي، وإن كنت أطالب الجميع بمساندة الفريق الذي يمثل مصر في هذه البطولة وعدم الإنقياد وراء الأصوات التي تقول أن كل نادي يلعب بإسمه ولإسمه وليس باسم مصر كما كان المتعصبون يقولون عن الأهلي طوال السنوات الماضية.
وسبب إشادتي بوجود فريق مثل بيراميدز أنه زاد من حدة التنافس بين فرق المقدمة وبدلا من وجود قمة واحدة للكرة المصرية بين الأهلي والزمالك، أصبح هناك عدة قمم بين الأهلي والزمالك وبيراميدز، كما أن الفريق بوجود نخبة كبيرة من النجوم في كل الخطوط أصبح يزيد من القيمة التسويقية للدوري المصري ويخوض مبارياته وسط متابعة إعلامية كبيرة.
ولكن هنا سأستعرض بعض النقاط الفنية الهامة في أداء بيراميدز والتي أدت إلى وصوله للمنافسة على 3 بطولات وهي الدوري والكأس التي وصل فيها للنهائي ودوري أبطال أفريقيا التي وصل فيها أيضا للنهائي ولكنه قد يخرج صفر اليدين لو لم يأخذ الجهااز الفني بكل العوامل التي تحقق له الألقاب وأولها تقليل الضغوط في الفترات الأخيرة بدلا من زيادتها كما يحدث الآن، وثانيها الإهتمام بالدفاع لأن الفريق الذي يملك هجوما قويا ودفاعا هزيلا لا تحقق ألقاب والواضح أن الفريق يعاني الآن من دفاع إهتزت شباكه 9 مرات في آخر 4 مباريات، والعنصر الثالث هو تقليل التصريحات في هذه الفترة والتي غالبا ما تكون سلبية.