هل نفرح جدا بوصول منتخب مصر إلى كأس العالم .. أم ننتقد فقط الجهاز الفني والأداء والمستوى وبعض اللاعبين!! الحقيقة لا هذا ولا ذاك .. وكما قال الحكماء "خير الأمور أوسطها" وهو حديث لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من أقوال الحكماء، وتشير المقولة المأثورة إلى ضرورة تجنب المبالغة في أي أمر، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، فخير الأمور ما كان وسطاً بين حدين.
هذا الأمر تناولته ليلة وصول منتخب مصر إلى كأس العالم بعد الفوز على جيبوتي في الجولة التاسعة للتصفيات وقبل جولة واحدة من نهايتها، ولكني أعاود توجيه النصيحة للجميع بأن ينتهجوا مقولة "خير الأمور أوسطها" حتى نتجاوز هذه المرحلة وقبل إنطلاق المرحلة القادمة الهامة جدا وهي كأس الأمم الأفريقية في ديسمبر ثم ختام الموسم مع كأس العالم نفسها في يونيو 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
فليس من المعقول أن نقيم الأفراح والليالي الملاح إحتفالا بالوصول لكأس العالم حتى يأتي وقت اللعب فيها وهو ما حدث في 2018 عندما عشنا الأفراح بلا حساب فخرج الجميع بما فيهم اللاعبين عن التركيز فخرجنا من كأس العالم بفضيحة كبيرة وبثلاث هزائم. وليس من المعقول أيضا أن نتفرغ فقط للنقد السلبي للاعبين والجهاز الفني بلا أي معايير وفقط هجوما على جهاز حسام حسن.
ولكن لماذا علينا أن نبقى دائما في المنطقة الوسطى بدون فرح زائد أو نقد لاذع بلا أسس، هذا هو المهم.
الفرح الزائد دائما يخرج اللاعبين والجهاز عن التركيز وأذكر أنني شاهدت مرارا الجهاز الفني للأهلي عبر العصور يوقف الأفراح بعد الفوز بأي بطولة بيوم واحد فقط ، حتى يتسنى الإستعداد سريعا للبطولة التالية وكانت تلك من أهم أسباب نجاحات الأهلي المتتالية لأنه لا يغرق في الأفراح فيفقد البطولات التالية للإنجاز.
هذا الأمر سار عليه المنتخب المغربي بعد التأهل لكاس العالم حيث إستمرت الأفراح يومين فقط ثم بدأ التركيز على الإستراتيجية العامة لكل المنتخبات في وقت واحد وها هو المنتخب المغربي للشباب يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم للشباب في شيلي والتي خرجنا فيها من الدور الأول، ثم بدأ فورا الإعداد لكاس العالم للكبار التي يحمل فيها المنتخب المغربي إنجازا فريدا بالحصول على المركز الرابع في قطر 2022.
ويجب هنا ان نذكر حقيقة هامة وهي أن تصفيات كأس العالم لم تعد بصعوبة الماضي عندما كان لأفريقيا 5 مقاعد فقط في النهائيات وكان الصدام قويا دائما في المراحل الحاسمة مع أحد منتخبات القمة في القارة، أما الآن فاصبح الموقف شبه محسوم للمنتخبات الكبرى للوصول بشكل أسهل للمونديال والدليل أن المنتخبات التسعة المتأهلة لم خرج منها عن المالوف سوى صعود الرأس الأخضر بين المنتخبات التسعة.
أما التطرف المقابل فهو حالة النقد اللاذع من بعض النقاد والمحليين واللاعبين القدامي وأغلبهم فشل من الأساس في مهنة التدريب وهو أمر غير مطلوب لأنه يثير الرأي العام في مرحلة هامة وحيوية في إعداد المنتخب ويؤثر على الاستقرار المطلوب.
وفي النهاية أوجه لحسام حسن وجهازه ثلاث نصائح غالية في هذه المرحلة، النصيحة الأولى ألا يلتفتوا إلى مثل هذا اللون من النقد الغير هادف والذي يسعى فقط نحو التريند وأن يتفرغ فقط للعمل في الفترة القادمة.
والنصيحة الثانية هي أن يوصل للاعبين ما قلته سابقا وهو أن التحدي الأكبر سيكون في كأس الأمم الأفريقية بعد أسابيع قليلة عندما نواجه كل كبار القارة.
أما ثالث النصائح فهو الترتيب لمباريات قوية مع منتخبات الصف الأول في العالم وليس في أفريقيا فقط لأن التعود على مثل هذه المواجهات هام جدا قبل المونديال,.
Adwar10@hotmail.com