اتمنى أن يستفيق إتحاد الكرة للكارثة التي يمكن أن تتعرض لها الكرة المصرية في السنوات القادمة جراء إهمال منظومة الناشئين والتراجع المستمر في مستوى كل منتخبات الأعمار السنية في الفترة الأخيرة وآخرها منتخب الشباب تحت 20 سنة والذي ظهر واضحا أنه يخلو تماما من المواهب الحقيقية التي يمكن أن تشكل مستقبل الكرة المصرية كما حدث من قبل في مطلع القرن الحالي وعلى وجه التحديد منتخب عام 2001 بقيادة شوقي غريب والذي إحتل المركز الثالث في كأس العالم لهذه المرحلة السنية وبعده منتخب 2003 بقيادة حسن شحاته والذي فاز بكأس الأمم الأفريقية وقدم عروضا متميزة في كأس العالم، فيما كان آخر المنتخبات المميزة هو فريق 2013 بقيادة ربيع ياسين الذي فاز بكأس الأمم وتأهل لكأس العالم أيضا، ولكن بعدها إختفت تماما الكرة المصرية من على الخريطة على مدى 12 عاما.
حقيقة لا زالت الفرصة قائمة أمام المنتخب الحالي في إنقاذ الموقف والمنافسة على البطولة أو على الأقل الوصول لكأس العالم ضمن 4 منتخبات أفريقية تتأهل لكأس العالم في شيلي إلا أن كلامي هنا يأتي من خلال الأمل في خلق جيل جديد قادر على إعادة الكرة المصرية للمنافسة على الفوز بكأس الأمم الأفريقية للكبار والتي أصبحت الهدف الأسمى والأصعب للكرة المصرية في الوقت الحالي، والحقيقة التي لا تقبل الجدل هو أن هذا الجيل خالي من المواهب التي يمكن أن تحقق هذا الحلم.
أما منتخب الناشئين تحت 17 سنة فالمصيبة أعظم وهي التي ظهرت في نهائيات كأس الأمم الأفريقية في المغرب الشهر الماضي والتي شهدت خروج منتخب مصر من المجموعات وظهور لاعبين بمستوى أقل كثيرا من كل المنتخبات التي لعبت في البطولة، وقد تواصلت مع بعض الإعلاميين الذين قاموا بتغطية البطولة وقالوا لي صراحة ..ما هذا الفريق الذي مثل مصر في البطولة وكيف تم إختياره من بلد زاخر بالمواهب.. وقالوا لي صراحة..هل تم إختيار هذه العناصر بالواسطة أم ماذا لأن الفريق لحق بالكاد المقعد العاشر والأخير لأفريقيا في كأس العالم القادمة لهذه المرحلة السنية في قطر، ولولا زيادة عدد منتخبات هذه البطولة إلى 48 منتخبا وعدد مقاعد أفريقيا إلى 10 مقاعد لما تواجد منتخب مصر في البطولة العالمية ، وأخشى أن يستمر الحضور الهزيل لمصر في نهائيات كأس العالم.
وقضية مستقبل الكرة المصرية من خلال منظومة الناشئين تحدثت عنها كثيرا في السنوات الأخيرة وقلت أنها لا تعمل بشكل سليم منذ سنوات ولم يحرك الإتحاد المصري ساكنا لضبط هذه المنظومة، بل وكانت منظومة الناشئين عنوانا لثلاثة مقالات تحدثت عنها منذ تولي الإتحاد الحالي بقيادة هاني أبوريدة في إطار 20 نصيحة قدمتها للإتحاد والحمد لله لم يؤخذ بأي منها.
وأعاود هنا تحذير إتحاد الكرة بضرورة وضع إستراتيجية عملاقة للكشف والتنقيب عن المواهب الحقيقية في مكانها الحقيقي وعدم الإعتماد على أسلوب الإستثمار في التنقيب عن المواهب من خلال منظومات تعمل من خلال مقابل مادي لأن الموهوب الحقيقي في القرى والنجوع النائية لن تكون لديه القدرة على دفع هذه المبالغ وبالتالي ستضل تلك المواهب الحقيقية طريقها نحو الملاعب وستتواجد فقط العملة الرديئة من اللاعبين الذين سيتم بعد ذلك إختيارهم للمنتخبات لتظهر بهذا الشكل الهزيل.
ومرة أخرى أعاود التكرار بأن منتخبات الشباب تعتبر المعبر الحقيقي عن مستقبل الكرة المصرية وقد واتتنا فرصة ذهبية لتكرار ما حدث عامي 2001 و2003 بتكوين جيل متكامل لمنتخب مصر الأول وبخاصة أن مصر نظمت آخر نسختين من كأس الأمم لهذه المرحلة السنية عامي 2023 و2025 وخرجنا من الأولى في عقر دارنا بلا أي إنتصار وبلا أي أثر يذكر ويبدو أننا في الطريق للخروج المبكر في هذه البطولة أيضا إذا إستمر الأداء الهزيل... ومرة أخرى فأنا لا أتقاءل بالجيل الحالي لأنه لم يتشكل بالأسس السليمة في التنقيب والإختيار وأتمنى ان تبدا إستراتيجية حقيقية لمنظومة الناشئين لا تهدف للربح أو الإعلانات أو تكوين رأي عام بهدف إبراز بعض الجهات بشكل جيد وأنها تبحث بشكل حقيقي عن المواهب وهو أمر لم يحدث !!.